مستنقع الندمـ (قصة قصيرة)
حسناء ذابلة الحزن .. مرهفة الحس كما هو واضح من تلألأ عينيها بدمع يجاهد للاستتار ..
راقبتها بصفاقة .. أو بشفقة .. أو ربما كانت حسرة .. لستُ متأكداً لحظتها
سوى من كونها وحيدة .. بلا أي انفعال تجرأ ليتشكل على جليد ملامحها .. لا
شيء سوى جمود يعبر أكثر من أي انفعال ..
تمعنت أكثر في محيط كتمان وجهها .. بدت أكثر من مألوفة لي .. لم أحاول أن
أُقلب صفحات الذاكرة .. فقد جذبني أكثر أرشيف الانتظار الذي قرأته بكل
فصاحة في سواد عينيها .. وأنين الانكسار الذي يخمد تدريجياً كلما ازددت
عمقاً في فصاحة قراءتي لما يدور خلف كواليس عينيها ..
شعرت بأني توغلت أكثر مما يجب علي .. فشيء ما بدأ يجذبني لأكون أسيراً لما
يتوهج في مواقد أحزانها .. لذا .. وبكل أنانيتي المعهودة .. مددتُ يدي
وفتحت ذلك الدرج .. أعدتُ إليه تلك الصورة التي أخدت من وقتي القليل من
ألمـ الثواني و أنا أثقبها بحزين نظراتي .. لأتذكر .. كم كنتُ ضعيفاً ..
لحظة هروبي من قدر يشاركني حتى أنفاسي .. !!
منقول